هل سمعت ان ملكاً أعلن لرعيته انه لن يعاملهم فيما بعد فصاعداً بمثابة خدم بل كأصدقاء ومحط ثقته؟ وكان قصد الملك ان يحيط الرعية علما انه لا يقبل بعد اليوم خدمة عمياء. طاعة بلا تفكير كطاعة العبيد. يريد ان يتمتع رعاياه بتعاون عقلاني، تقدم له بحرية تلقائيةّ. وحتى تبلغ هذه الامنيات غاياتها المنشودة، سيعمل على احاطة شعبه علما مسبقاً بكافة مخطات الدولة.
تظهر سجلات الكتاب المقدس ان السيد المسيح قام بعمل مماثل غير مسبوق ويكاد لا يصدّق، وهو عرْض قدمه لتلاميذه قبل توجهه الى السماء لمتابعة شؤون مملكته بقوة وفاعلية. كان يوحنا مع المسيح عند تقديم هذا العرض. وتم تدوينه في الانجيل، في الفصل الخامس عشر والعدد الخامس عشر حين قال:”لا اعود أسميكم عبيداً لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده. لكني قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي.
الكائن الذي يدعوه الكتاب المقدس”ملك الملوك ورب الأرباب” يؤثرالا يدعونا عبيداً بل أًصدقاء او أحباء. هذا بالنسبة لي هو أفضل اخبار سارة تدعو اليه الاناجيل. فكّرماذا يحتوي هذا الخبر من امتياز بالنسبة لله الكائن الجليل في تصورانك الذي ستحيا معه مدى الأبدية.
خلال خمسين سنة من حياة الكلية والجامعة وأنا أعلّم الكتاب المقدس، فكان من سعادتي الكبرى ان اقدم درسا حول الستة والستين سفرا من الكتاب المقدس لكي نتمكن من النظر الى الكتاب المقدس كوحدة متماسكة. وان الهدف هو تعليم كيفية النظر الى الكتاب المقدس ككل الذي يجمع كافة الأجزاء التي تتلاءم مع بعضها نحو هدف مركزي واحد – وهومعرفة الحق الآلهيّ المختص بالله نفسه.
فيما انظرالى ال135 رحلة التي قمت بها خلال كافة الأسفار المقدسة، يوجد مقطع واحد يتميزعن البقية وهو واضح اكثر من البقية وهو مهم جدا يدورحول الله – وهو مفتاح فهم كافة الأسفار وخطة الله لاستعادة السلام في عموم الكون. ألا وهو النص الوارد في يوحنا 15/ 1515
ان هدف كتاب “خدم ام أصدقاء” هو التأمل في الهدف الأبعد بالنسبة لبعض المؤمنين الذين يقدرون بشوق ما تتضمنه افضلية الحرية التي يرغب بها الله، التي تتفوق على الخدمة القسرية – وهي حرية التفاهم بين الأصدقاء.