الفصل التاسع – احترام الله لنا الخطأة
وما سوف يكون مثل الوقوف في يوم من الأيام في وجود الواحد اللانهائي وندرك أنه يعرف كل شيء عنا؟ كل شيء! هل سوف تكون مرتاح لقضاء الأبدية مع شخص يعرفنا بشكل جيد؟ هل سوف يطاردنا الله بذكريات ماضينا الخاطئ؟
للإجابة يجب علينا فقط مشاهدة كيف عامل يسوع جميع أنواع الخطاة:
«ثُمَّ حَضَرَ أَيْضًا إِلَى ٱلْهَيْكَلِ فِي ٱلصُّبْحِ، وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ. وَقَدَّمَ إِلَيْهِ ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱمْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِنًا. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي ٱلْوَسْطِ. قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، هَذِهِ ٱلْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ ٱلْفِعْلِ، وَمُوسَى فِي ٱلنَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟»
«قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ، لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَٱنْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى تراب ٱلْأَرْضِ. وَلَمَّا ٱسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ، ٱنْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلَا خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلًا بِحَجَرٍ!». ثُمَّ ٱنْحَنَى أَيْضًا إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ، خَرَجُوا وَاحِدًا فَوَاحِدًا، مُبْتَدِئِينَ مِنَ ٱلشُّيُوخِ إِلَى ٱلْآخِرِينَ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَٱلْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي ٱلْوَسْطِ.
«فَلَمَّا ٱنْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَدًا سِوَى ٱلْمَرْأَةِ، قَالَ لَهَا: «يَا ٱمْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولَئِكَ ٱلْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟»
«فَقَالَتْ «لَا أَحَدَ، يَا سَيِّدُ!».
«فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «وَلَا أَنَا أَدِينُكِ. ٱذْهَبِي وَلَا تُخْطِئِي أَيْضًا».
هذه هي الطريقة التي تقرأ القصة في ترجمة عام ١٩٥٨ ل J.B . فيليبس من العهد الجديد. في هذه الطبعة، السيد فيليبس طبع القصة دون تعليق في موقفها المألوف في يوحنا ٧:٥٣ إلى ٨:١١. ولكن في الطبعة المنقحة من عام ١٩٧٢، يضيف مذكرة في نهاية العهد الجديد، موضحا أن «هذا المقطع ليس له مكان في أقدم المخطوطات يوحنا، ويعتبر معظم العلماء أن يكون الاستيفاء من مصدر آخر. تقريبا فإن جميع العلماء يتفقون على أن، على الرغم من أن القصة في غير محله هنا، وهو جزء من التقاليد الرسولية حقيقية».
إذا كنت تستخدم النسخة القياسية لعام ١٩٥٢ المعدلة، سيكون عليك للبحث في الهوامش وقراءة القصة في طباعة صغيرة جدا. تنقيح ١٩٨٩ يضع القصة مرة أخرى في يوحنا ٧:٥٣ إلى ٨:١١، ولكن بين قوسين. في الكتاب المقدس الإنجليزية الجديدة لعام ١٩٦١، كما هي الحال في تنقيح عام ١٩٨٩، القصة على صفحة منفصلة في نهاية إنجيل يوحنا، مع الملاحظة التالية: «هذا المقطع … لا يوجد لديه مكان ثابت في شهودنا. بعضهم لا تحتويها على الإطلاق. البعض منهم يضعوها بعد لوقا ٢١:٣٨، آخرين بعد يوحنا ٧:٣٦، أو ٧:٥٢، أو ٢١:٢٤». ترجمة جمعية الكتاب المقدس الأمريكية جود نيوز لعام ١٩٧٦ يترك القصة في مكانها التقليدي، ولكن يرفق ذلك بين قوسين، مع ملاحظة موضحا أن «العديد من المخطوطات والترجمات في وقت مبكر لم يكن لديها هذا المقطع». هناك تفسيرات مماثلة في إصدارات أخرى كثيرة.
من الواضح أن المسيحيين الأوائل لم تكن تعرف ماذا تفعل مع هذه القصة الرائعة. ربما انزعجوا من قبل أن يسوع يبدو على استعداد لأن يغفر لهذه المرأة تلك الجريمة الخطيرة. ومع ذلك، كما لاحظ فيليبس، كثير من العلماء يتفقون على أن القصة تحمل علامات الاصاله وينتمي في الكتاب المقدس. أن هذه ليست قصة من النوع التي كانت تلفق في أيام يسوع أو تم إنشاؤها من قبل ناسخ المخطوطة النموذجي في سنوات لاحقة.
الباحث المميز برينستون بروس ميتزجر، في نص العهد الجديد لعام ١٩٦٤، صفحة ٢٢٣، يوافق على أن «القصة … لديها كل تخصص من الصحة التاريخية، ولا لراهب الزاهد التفكير قد اخترع قصة التي تغلق مع ما يبدو أنه توبيخ معتدل فقط من جانب يسوع».
جلب بعض رجال الدين في وقت يسوع هذه المرأة الفقيرة للمسيح في محاولة أخرى لاعتراضه في تناقض تعاليم العهد القديم. هذه لم تكن المحاولة الوحيدة من هذا القبيل. وكانت صورة يسوع بخصوص الله وتفسيره للعهد القديم تختلف كثيرا عنهم حتى أنهم اتهموه بالهرطقة ورفض سلطة كتب العهد القديم.
هذا هو السبب الذي كان يقول فيه يسوع، «لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأَنْقُضَ ٱلنَّامُوسَ أَوِ ٱلْأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لِأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ» (متى ٥:١٧). وهذا يعني، «ولا تحسبن انني جئت للتخلص من تعاليم العهد القديم. على العكس من ذلك، لقد جئت لإنجازها، لشرحها، لكي أبين لكم كل شيء هو في العهد القديم». ولكن في النهاية قتلوه بدلا من قبول شرحه.
كل محاولة لإيقاعه قابلها يسوع مع مهارته العرفية والنعمة. هذه المرة، للتأكد من أنهم يمكنهم أن تحمل الجماهير معهم، أعداء المسيح تأكدوا من أن لديهم بعض الأدلة اللازمة. في جلسة الاستماع المتطلعة من الحشد كله أعلنوا أن «هذه المرأة ضبطت في ذات الفعل».
بعد ذلك طرحوا أسئلتهم: «أنت تعرف تعاليم العهد القديم في هذا الشأن. كنت تعرف النص عن ما يجب أن يتم مع تلك المرأة من هذا القبيل. هل سوف تتفق على أنها يجب أن ترجم؟» وشاهد الجمهور لمعرفة ما الذي سيقوله يسوع.
وأنه لن يقل شيء. فَٱنحنى فقط إلى أسفل وبدأ يكتب بإصبعه في التراب. بنفخة من الرياح، خطى قليلة، ويذهب السجل. ثم بعبارته ثاقبة الضمير: «من واحدة بينكم لم يخطأ ابدا، اسمحوا له برمي الحجر الأول».
لماذا لم يلفت يسوع الحشد كله بالأقتراب ويقول: «اسمحوا لي أن أقول لكم بعض الأشياء عن هؤلاء المتهمين بشأن هذه المرأة الفقيرة». ألم يستحقون أن يكشفون؟ ماذا تقول عن الله أن ابنه لم يقوم بالإذلال علنا من أولئك الرجال المعتمدة بنفسهم؟
هذا ما جاء المسيح ليكشف. هذه هي الحقيقة عن الله. إلا أنه لا يجد المتعة في حرجينا، في فضح خطايانا للآخرين.
ثم التفت يسوع للمرأة ، عندما ذهب الكل، وقال بلطف: «وإما أنا لا أحكم عليك. عودي لبيتك، و لا تخطيئ مرة أخرى». فقد سعى بتكرم إلى إعادة احترام الذات للمرأة المهانة.
دعا سمعان، وهو رجل ثري الذي كان يسوع قد شفه من الجذام، يسوع والأصدقاء الآخرين لتناول الطعام معه في منزله. وكان ثلاثة من أقرب أصدقاء يسوع أيضا هناك: لعازر وأختيه، مارثا ومريم. الآن يصف لوقا مريم بأنها «المرأة التي كانت تعيش حياة فاسدة في البلدة» (لوقا ٧ :٣٧).
في حين كانوا جميعا مستلقين على الطاولة، جلبت مريم قارورة من العطر مكلفة للغاية ومسحت قدمي يسوع ومسحتهم بشعرها. شاهد سمعان مع عدم الموافقة وفكر في نفسه، «إذا كان حقا هذا الرجل نبيا، فأنه يعلم من هذه المرأة التي تلمسه؛ وأنه سوف يعرف أي نوع من حياة الخاطئين تعيش!».
«تكلم يسوع وقال له: «يا سمعان عندي شيء أقوله لك».
«نعم، يا معلم، ‘قال،’ قل لي» (لوقا ٧ :٣٩، ٤٠).
ثم روى يسوع قصة اثنين من المدينين الذين كانوا غفروا على حد سواء. وكما قال ذلك، أدرك سمعان أن يسوع قد قراءة أفكاره. بدأ يرى نفسه على أنه خاطىء أسوأ من المرأة التي احتقارها، وتساءل إذا كان يسوع قد يمضي على ويفضحه قبل ضيوفه.
لم يكن أكثر اهانة للرب من اتهامات صالحين الذات. ولكن هل فضح سمعان؟ هل قال للضيوف، «اسمحوا لي ان اقول لكم عن مضيفنا؟».
بدلا من ذلك، كما هو الحال دائما الرب فعل الشيء الكريم. أنه قبل بكياسة عمل مريم المندفع. ومع نعمة متساوية صحح سمعان دون إذلال له قبل أصدقائه. سمعان يجب أن يكون قد تأثرت بعمق!
وعندما التقى يسوع المشلول في بركة بيت حسدا، فأنه لم يذله أو ادانه لأنه بدد صحته في تساهل الشباب. سأله ببساطة بالمعروف، «هل تريد أن تكون معافى؟ ثم التقط حصيرتك وعودة إلى بيتك». وفي وقت لاحق التقى يسوع وقال له: «أنت تعرف ما تسبب بمتاعبك. اذهب ولا تخطيئ مرة أخرى، لئلا يحدث ما هو أسوأ لك» (انظر يوحنا ٥ :١-١٥).
تصور المسيح في الغرفة العليا في الليلة السابقة من صلبه. وأخذ الاثني عشر تلميذا الشجار مثل الأطفال لمن «من أحدهم الذي ينبغي أن يكون الأعظم» (لوقا ٢٢ :٢٤).
وبخهم يسوع لحماقتهم أو أنبهم لعدم رغبتهم في غسل قدمين بعضهم البعض؟ بدلا من ذلك، فأنه ٱنتصب في هدوء، أخذ منشفة وحوض من الماء، شاهد الكون كما الخالق العظيم ركع وغسل أزواج من عشرة الأقدام القذرة. حتى أنه غسل أقدام خائنه، يهوذا.
يا لهم من حمقى كانوا التلاميذ في تلك الليلة أن يفوتوا فرصة أخيرة ليسألوا يسوع لماذا أنه يبدو مضطربا جدا وما كان يعنيه عندما قال: «أنا لن اشرب مرة أخرى هذا النبيذ حتى اليوم الذي أنا أشرب النبيذ الجديد معكم في ملكوت أبي» (متى ٢٦ :٢٩)!
ما غاب عن الفرصة للتلاميذ لغسل أقدام ابن الله ليلة قبل وفاته! إذا كان أحد منهم فقط قد تطوع، يا لها من ذاكرة من شأنه أن يعتز بها لبقية الخلود!
تخيل التأثير على التلاميذ حيث أن كل بدوره نظر إلى الأسفل على رأس يسوع عازمة على الحوض وشعر بيدين ذلك النجار القوي تغسل قدميه.
يمكن ليسوع أن يكون رفع بصره وقال لهم: «لا تعتقدوا أن أبي سيكون مستعدا للقيام بذلك، أليس كذلك؟ ولكن إذا رأيتموني، رأيتم الآب. الآب يحبكم بقدر ما أقوم به. إذا كنتم مرتاحين معي، فسوف تكونوا مرتاحين معه».
وقال لهم في وقت لاحق أن واحدا منهم سيخونه. لكنه لم يعرضه على المجموعة بأكملها. واعتقد التلاميذ الآخرين أنه عندما قال ليهوذا ليذهب ويفعل الشيء بسرعة رهيبة التي عليه أن يفعلها، كان قد بعث به لأحكام أو حتى لأداء مثل هذا العمل النبيل لجعل قربان للفقراء.
لماذا لم يفضح يسوع خائنه قبل الآخرين؟ بالتأكيد يستحق أن يفضحه. فكر بما يقوله عن الله أن يسوع لم يذل بمثل هذا الخائن!
لا يزال في وقت لاحق من تلك الليلة، في الجسمانية، أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا للا نتزال بعمق في الحديقة وهناك بدأت تجربته الممتازة للانفصال عن والده. أنه جاء ثلاث مرات إلى التلاميذ حيث كانوا يغفون، على أمل لبعض الرفقة والراحة في احتضاره.
يا لها من فرصة غابت عن التلاميذ لتشجيع ابن الله! ماذا لو كان ثلاثتهم قد نهضوا وعادوا مع يسوع وركعوا حوله وهو يصلي؟ يا لها من ذاكرة تكون لهؤلاء الرجال الثلاثة! ولكنهم ناموا من خلال كل ذلك. ويسوع لم يوبخهم. إنه تعاطف معهم لكونهم متعبين جدا للمساعدة.
وبعد بضع ساعات كان بطرس يشتم ويسب في الساحة لإثبات أنه لم يكن مسيحيا. وقال إنه لا يعرف حتى هذه المسيح!
ثم صاح الديك، تماما كما قال يسوع في الليلة السابقة، مباشرة بعد خطاب بطرس الجريئة التي، على الرغم من أن الآخرين قد خذلوه، فأنه سيعطي حياته للرب.
عندما سمع بطرس ذلك الصوت ، تطلع لمعرفة ما إذا كان يسوع قد لاحظ. على الرغم من أنه كان يحاكم على حياته وحتى عانى بالفعل كثيرا، كان يسوع أكثر قلقا بشأن تلاميذه المخطئين هناك في الفناء. التفت ونظر مباشرة إلى بطرس.
كما عرف بطرس الله حتى ذلك الوقت، قد ادرك بعد قليل أنه يتوقع أن يرى الغضب والسخط في وجه المسيح. إنه يستحقها بالتأكيد! ولكن بدلا من ذلك رأى الحزن وخيبة الأمل، والشفقة على وجه الواحد الذي فقط في الليلة السابقة قد ركع وغسل قدميه القذرة.
فخرج بطرس وبكى بكاء مرا، وكان خجلان جدا ومتأثر بذلك جدا من خلال النظرة التي رآها على وجهه يسوع (لوقا ٢٢ :٥٤-٦٢).
بعد قليل جاء يهوذا إلى المحكمة، فطرح الثلاثين قطعة من الفضة، واعترف بأنه قد خان دم بريء. ثم، أيضا، نظر إلى يسوع. رأى الحزن والشفقة نفسها التي لمست قلب بطرس — وجه الواحد الذي فقط في الليلة السابقة قد ركع وغسل قدميه القذرة. قهر يهوذا، فخرج وشنق نفسه (متى ٢٧ :٣-٥).
إذا استجاب فقط يهوذا كما فعل بطرس لتلك النظرة على وجه يسوع! يا له من مشهد للجميع الجنة لمشاهدتها، إذا وجد يهوذا اين كان بطرس يبكي فالتلاميذ الاثنين قد ركعوا معا واصبحوا رجلا جدد!
تخيل كيف شعر بطرس في خلال كل ذلك السبت. ويا له من أحمق أنه كان قد أدلى بها لنفسه في الأربع وعشرين ساعة الماضية! وتحدث مرتين بتهور كثير في الغرفة العليا. مرتين أنه كان قد جلب على نفسه العار في الحديقة الجسمانية. وبعد ذلك الجبن والخيانة بينما كان يحاكم ربه! كان يسوع الآن ميت، ولا توجد فرصة بالنسبة له لجعل الأمور في نصابها الصحيح.
لا عجب انه هرع إلى القبر صباح يوم الاحد عندما سمع الأخبار أن القبر كان فارغا!
ولكنها كانت مريم التي كان لها الشرف لرؤية المسيح أولا وتحمل الأخبار السارة للتلاميذ الآخرين. مريم، من جميع الناس! المرأة التي تعاني من مشاكل كثيرة ونقاط الضعف الكثيرة، واحدة من الذين كان يسوع أخرج سبعة شياطين (انظر لوقا ٨ :٢). ومع ذلك كانت مريم التي تم اختيارها لهذا الامتياز العالي. فكر بما أن تقوله عن الله بحيث أن مريم يجب أن تكون الواحدة التي كرمت للغاية.
وسقطت مريم عند قدمي يسوع وسجدت له عندما عرفته واقفا خارج القبر. وقال يسوع بلطف: «لا تحجزيني الآن، لأني لم أصعد بعد إلى أبي. ولكن اذهبي وقولي لإخواني بأني ذاهب إلى ابي وأبيكم، وإلهي وإلهكم» (راجع يوحنا ٢٠ :١٧).
استمع إلى يسوع يستدعي تلاميذه الاخوة — الرجال الذين خذلوه عندما احتاجهم كثيرا!
وعندما أكدت الملائكة لمريم أمر يسوع بأن تأخذ الخبر لتلاميذه: «أخبرن التلاميذ، وخصوصا قلن لبطرس، أن يسوع قد قام وسيلتقي بهم في الجليل» (انظر مرقس ١٦ :٧).
كيف كانت إلهية للملائكة لإضافة، «وخصوصا قلن لبطرس!» الملائكة تعبد الله وتعجب للطريقة التي عالج بها الخطأة. كم أنهم قد استمتعوا بإضافة، «قلن لبطرس!»
هذا هو النوع من الله الذي لنا معه قد نقضي الأبدية. هذا هو السبب، على الرغم من أننا جميعا قد اخطأنا، فنحن يجب أن نكون مرتاحين في وجود الشخص الذي يعرفنا جيدا.
ليس لدينا شيء للخوف منه من ذاكر ة الله الا حصر لها. الله هو جسد المغفرة. ووعد ليس فقط ليغفر لنا ولكن لعلاجنا كما لو أننا لم نخطأ. أنه سيلقي كل خطايانا وراء ظهره (اشعياء ٣٨ :١٧). أنه «إرسالها إلى قاع البحر!» (ميخا ٧ :١٩).
لا يوجد أي ادعاء أو النسيان في هذا الأمر. الله وحده يعلم كيف عشنا. نحن نعرف ما من خطأة كنا. لقد شاهدت الملائكة كل اعمالنا. ولكن على الرغم من كل هذا، أبينا السماوي سوف يعاملنا بكرامة واحترام كما لو كنا دائما أولاده المخلصين.
كما يعاملنا الله، لذلك نحن يجب أن نعامل بعضنا البعض. هذا هو السبب أن داود سوف يكون مرتاح هناك، على الرغم من ذنبه العظيم. فإنه ليس لأنه قد تم محي كل ذكرى الخطيئة. وهذا يتطلب أن يتم تدمير كل الكتاب المقدس وجميع الذكرى التي يحتوي عليها. يكون أن تذهب كل ذكرى خطة الخلاص وتعامل الله الرحيم لمشكلة الخطيئة!
وقد خلدت خطايا داود على صفحات الكتاب المقدس. وقد وصفت هناك مهنة رحاب السابقة. كذلك خطايا شمشون، جدعون، موسى، يعقوب، وإبراهيم. عبرانيين ١١ يدل على أنهم أيضا سوف يكونوا في المملكة. وأنهم سوف يكونوا مرتاحين جدا هناك.
عندما تضمن بولس للائحة طويلة من الخطايا في نهاية رومية ١، وضع النميمة في الوسط. ولن يتم قبول أي شخص إلى الجنة الذين لا يستطيعون أن يعهدوا مع علم خطايا الآخرين والذين لن يتعاملون بإخلاص مع الخطأة السابقين بكرامة واحترام كامل.
هذه هي الطريقة التي سوف يكون من الممكن لداود وأوريا للالتقاء ولم يأتوا إلى الضربات. في يوم من الأيام قد يكون لنا الشرف بأن نرى هذين الرجلين يجتمعان مرة أخرى لأول مرة في الآخرة. فكر في كيفية سرقة داود لزوجة أوريا وثم رتب لاغتيال الجندي المؤمنين الذي ساعده يصبح ملكا (انظر ٢ صموئيل ١١، ١٢؛ ١ أخبار الأيام ١١ :١٠، ٤١)! هل سوف تنسى كل الماضي؟
وهل لبثشبع والدة سليمان، ابن داود، قد تنسى أنها كانت لمرة واحدة زوجة أوريا؟ هل سينسى نيثان النبي استئنافه المؤثر إلى الملك؟ هل سينسى داود اعترافه في مزمور الحادية والخمسين؟ هل سننسى صلاة داود لقلب جديد التي ساعدت الكثير منا كي نصلي الصلاة نفسه؟
أو هل سيكون من الممكن لداود وأوريا للاقتراب من بعضها البعض، والنظر في عيون بعضهم البعض، تذكر، ومرة أخرى تصبح أصدقاء؟ بشأنها أن تكون لي أكثر من رائعة بكثير!
هل يمكننا أن نبدأ في علاج بعضنا البعض بهذه الطريقة هنا والآن في هذه الحياة؟ فمن المؤكد ليست طبيعية للقيام بذلك. سوف تكون معجزة كبيرة من الشفاء، مثل المعجزة التي حدثت ليوحنا. في البداية، دعه يسوع ابن الرعد. ولكن فيما بعد أصبح يوحنا «التلميذ الحبيب» وكتب في إنجيله والرسائل الكثير عن الحب المسيحي.
شاهد يوحنا الطريقة التي تلقى يسوع بها الخطأة، كيف كان يعامل الجميع بكرامة ونعمة. لم يكن يوحنا يرى مثل هذه القوة من الشخصية، وبعد من الرقة بهذا القبيل؛ هذا النقض الشجاع من الخطيئة، وبعد مثل الصبر والتعاطف. كما انتقل إلى الإعجاب الأكثر عمقا من أي وقت مضى، أصبح يوحنا أكثر وأكثر مثل الواحد الذي وهو يعبد ومعجبا به.
صحيح أن في بعض المناسبات الجادة جدا يسوع اضطر لدعوة الخطيئة باسمها الصحيح وإدانتها علنا. في يوم واحد بعض من المعلمين الدينية، تلك التي موثوق بها كثيرا من قبل الشعب، وشجبوا صورة يسوع لأبيه. حتى قالوا أن له شيطان ليصف ذلك الله. فكر في رفض صور يسوع لأبيه بأنها كاذبة، حتى شيطانية! وأولئك الذين عارضوه كانوا أكثر المتظاهرين بالتقوى!
تحت مثل الظروف القصوى استمر يسوع للرد، وقال «ليس أنا الذي لديه الشيطان. إنكم أولاد أبيكم الشيطان. فهو كذاب وأبو الكذب، وكنتم تفضلون أكاذيبه عن الله في معرفة الحقيقة» (انظر يوحنا ٨ :٤٤، ٤٨، ٤٩). لكن حتى ذلك الحين كانت هناك دموع في صوته.
حتى في الموت، الرهيب النهائي من الاشرار، ما زال يكشف الله احترامه للحرية الفردية ومن ذكاء مخلوقاته. وقد جعل واضحا في جميع أنحاء الكتاب المقدس أنه «لا يشاء أن يهلك» (٢ بطرس ٣ :٩). «حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أَبْتَهِجُ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ بَلْ بِأَنْ يَرْتَدِعَ عَنْ غِيِّهِ وَيَحْيَا. ارْجِعُوا، ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمِ الرَّدِيئَةِ! لِمَاذَا تَمُوتُونَ يَاشَعْبَ إِسْرَائِيلَ؟» (حزقيال ٣٣ :١١).
مثل الطبيب، الله على استعداد ليشفينا، لكنه لن يرغمنا على أن نكون كذلك. إذا رفضنا منه الشفاء، فسوف يحترم الله قرارنا. إذا نصر نحن على مغادرته، فأنه سوف يتركنا نذهب. ولكن العواقب سوف تكون رهيبة. وكما نتركه للمرة الأخيرة، وصرخته فوق رؤوسنا تكون صرخة هوشع الحزينة: «كيف أستطيع أن أتخلى عنكم! كيف يمكنني أن اسمح لكم بالرحيل!» (انظر هوشع ١١ :٨).
كما مظاهرة الدرامية من شوقه لإنقاذ شعبه، سأل الله هوشع أن يتزوج امرأة ذات سمعة مشكوك فيها. تركته في وقت لاحق و أخذت حياة الدعارة. وقال الله لهوشع: «اذهب وابحث عن زوجتك. اعد شراءها، وشاهد إذا كان يمكنك إقناعها للبقاء معك وتكون زوجتك الوفية من الآن فصاعدا».
لسنوات عديدة ناشد الله مع شعبه المخطئين ليعودوا وأن يكونوا أوفياء مرة أخرى. أستمر بصبر ينادي، «تعالوا إلى المنزل، إسرائيل، تعالوا إلى البيت للرب إلهك! لأنها هي خطاياكم التي كانت اسقطتكم. خذوا كلمات التوبة معكم كما وأنتم تعودون إلى الرب؛ قولوا له، امسحنا من جميع شرنا» ووعد الله، «أنا سوف اشفي خيانتهم، وأحبهم من كل قلبي» (هوشع ١٤ :١، ٢، ٤، فيليبس).
فعل هذا تماما الابن الضال. عاد إلى بيته مع كلمات التوبة. وكان والده سعيد للغاية لرؤيته إلى حد أنه لم يسمح له بالانتهاء من اعترافه. شرح يسوع، هذه هي الطريقة التي يشعربها الأب السماوي عن كل خاطئ الذي يعود (انظر لوقا ١٥ :١٠-٣٢).
ولكن في أيام هوشع لم تختار اسرائيل للعودة الى البيت. وبكى الله عليهم، «ويعكف شعبي على الابتعاد بعيدا عني …. كيف، آه كيف، يمكنني أن أتخلى عنكم، افرايم! كيف، آه كيف، يمكنني تسليمكم، يا إسرائيل!» (هوشع ١١ :٧، ٨، ترجمة فيليبس).
وسوف يفتقدنا الله إذا كنا خسرنا. سيفتقدنا إذا كنا لا نأتي إلى المنزل.
فكر في الفراغ الذي تركه لوسيفر في ذاكرة الله الأبدية التي لا حصر له.
ولكن بالنسبة للكثيرين منا الكشف عن الحقيقة حول إلهنا، صورة الله المقدمة في كل أنحاء الكتاب المقدس، يقودنا إلى التوبة (رومية ٢:٤)، والإيمان (رومية ١٠ :١٧). في الثقة والاطمئنان فنحن نتطلع إلى رؤية الله. ونحن نعلم أنه عندما يظهر، على الرغم من أنه يأتي في كشف جلاله والسلطة، فنحن لا نخاف.
على الرغم من أننا كنا جميعا خطأة، سنكون مرتاحين في وجوده إلى الأبد.