الفصل الثاني عشر – التذكير عن الأدلة

الفصل الثاني عشر – التذكير عن الأدلة

 

الحق في صميم «قانون الحرية الملكي» هو أمر لنتذكر السبت. هل هذه هي ربما الحالة الوحيدة التي قد وضع الله شرطا تعسفيا على شعبه، فقط لاظهار سلطته واختبار استعدادهم للطاعة؟ لكن الرسالة الكاملة عن الكتاب المقدس هي أنه لا يوجد تعسف في الله. وقد شرح بولس أن قوانين الله اعطيت لمساعدتنا، لحمايتنا في جهلنا وعدم النضج، لتقودنا مرة أخرى إلى الإيمان.

 

الملاك الأول من الرؤيا  ١٤ يدعونا إلى عبادة الله خالقنا. هذا يذكرنا بأن أول إشارة للسبت في الكتاب المقدس هي في نهاية اسبوع الخلق.

 

كيف يمكن أن يكون لله بسهولة خلق عالمنا في لحظة واحدة من الزمن! بدلا من ذلك، ومع الكون ينظر، اختار أن يفعل ذلك في ست أربع وعشرين ساعة أيام. في اليوم الأول كان مجرد «لِيَكُنْ نُورٌ»، ثم اليوم الثاني، والثالث، والرابع، والخامس، كما الله في دراما متأنية وجلالة كشف خططه بالنسبة لأرضنا.

 

في اليوم السادس كان هذا العالم مكانا جميلا.

 

أين الآن كانت اتهامات الشيطان أن الله كان شديد و أناني؟ وإلقي نظرة على الحرية التي أعطاها لآدم وحواء، خلقهم في صورته، مع الفردية، مقدرة على التفكير والقيام. خلقهم قادرين على الحب والثقة أو على التمرد والبصق في وجهه!

 

أعطى الله حتى الشيطان فرصة للاقتراب إلى والدينا الأوائل في شجرة معرفة الخير والشر. والله لم يخفي تلك الشجرة في بعض زاوية مظلمة من عدن. وضعه في منتصف الحديقة بحيث أن آدم وحواء تراها في كل مرة أنهم جاءوا لتناول الطعام في شجرة الحياة (انظر سفر التكوين ٢ :٩؛ ٣:٢). بالطبع يمكن أن نثق بان الله لم يسمح لأولاده بالتجربة خارج وسعهم على المقاومة (انظر ١ كورنثوس ١٠ :١٣). لذلك اقتصرت نهوج الشيطان إلى شجرة، وحذر آدم وحواء بأن لا تخاطر بالدخول في مواجهة مع العدو المراوغ.

 

ثم شارك الله معنا، بقدر ما يستطيع مع الكائنات المخلوقة، بعض من قوته الإبداعية الخاصة. قام بتصميم ذلك أنه عندما رجل وامرأة يأتون معا في الحب، أنهم يمكنهم أن يعطوا حياة لكائنات أخرى، للناس صغيرة، تتشكل في صورة والديهم البشرية! «أثْمِرُوا وَتَكاثَرُوا»، وقال الخالق، «املأُوا الأرْضَ وَأخضِعُوها» (سفر التكوين ١ :٢٨).

 

شهد الكون أن كل شيء كان جيدا للغاية. الحب والإعجاب بالله يجب أن يكون يعرف ليس له حدود. أين الآن كانت اتهامات الشيطان أن الله ليس لديه احترام للحرية أو أنه استفاد من سلطته الأنانية والسلطة؟

 

«وَفِي اليَوْمِ السّابِعِ، فَرَغَ اللهُ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي أنجَزَهُ. وَفِي اليَوْمِ السّابِعِ اسْتَراحَ مِنْ كُلِّ عَمَلِهِ الَّذِي أنجَزَهُ. وبارَكَ اللهُ اليَوْمَ السّابِعَ. وَأعلَنَ أنَّهُ مُخَصَّصٌ لَهُ، لِأنَّهُ اسْتَراحَ فِيهِ مِنْ خَلْقِ العَالَمِ وَما فيهِ» (تكوين ٢ :٢، ٣(.

 

لذلك احتفل الله و كونه بأول سابع يوم السبت. لم تكن سابع اليوم الرجل. إلا أنها كانت الثانية له. إذا كان الغرض الرئيسي من السبت هو توفير يوم راحة كل أسبوع منذ خلقنا، ينبغي لنا أن نحفظ سبت كل يوم خميس! ولكن هذا كان أول يوم سبت الله السابع. كان يوما عندما دعا الخالق الكون للاحتفال معه لمعنى ما قام به، للتفكير في الحقيقة التي تم كشفها وزيف تهم الشيطان.

 

يجب أن يبدو الأمر للملائكة بأنه قد تم الآن الفوز على الصراع العظيم. ولكن تهمة الشيطان الأكثر خطورة كانت بعد أن تنفى. كان قد اتهم الله بأنه كاذب عندما قد حذر الخالق مخلوقاته أن الموت هو نتيجة الخطيئة. كانت أحداث أسبوع الخلق لم تتم التعامل مع هذا الاتهام. منذ آلاف السنين انتظر الله لإعطاء رده.

 

بعد ذلك، في الوقت المناسب جدا، ضحى الله بنفسه في ابنه لإثبات صحة كلامه. صرخ يسوع، «قد أكملت». بحلول مساء جمعة أسبوع صلبه، جميع الأسئلة في الصراع العظيم قد تم أجابتها بشكل كامل. تم تلبيت تهم الشيطان الأشد ضررا بالكامل.

 

وفي اليوم التالي كان سبت أخرى. كما ابن الله وضع يستريح في القبر توقف الكون المتطلع كله للتفكير في الحقيقة التي قد تم كشفها خلال ذلك الأسبوع الأخير من حياة يسوع وللاحتفال بالنصر المكلف التي قد فاز على الجمجمة. وأخيرا كان الشيطان مكشوفا تماما. مصداقية الله قد تم تأكدها للأبد.

 

هذا هو السبت الذي قال الله لشعبه أن يتذكر. كان يعرف أننا بحاجة إلى وقفة كل أسبوع لكي نتذكر الحقيقة التي يمثلها السبت. السبت ليس مجرد اختبار لطاعتنا. كما نحن محاصرين في الصراع العظيم، نحن بحاجة إلى رسالة من اليوم السابع. كما قال يسوع لتلاميذه: «لَقَدْ جُعِلَ السَّبْتُ لِفائِدَةِ الإنسانِ» (مرقس ٢ :٢٧).

 

من خلال كافة الكتاب المقدس تكرر السبت وتوسع المعنى المتضمن فيه. عندما أعطى الله الوصايا العشر على جبل سيناء، قدم السبت كنصب تذكاري من أسبوع الخلق، تذكيرا بأنه خالقنا ونحن له الكائنات المخلوقة.

 

ولكن، كما شرح يوحنا وبولس، الواحد الذي خلقنا لم يكن سوى المسيح نفسه (راجع يوحنا ١: ١-٣؛ كولوسي ١ :١٦). السبت يذكرنا كل أسبوع أن الشخص الذي جاء ليخلصنا هو الذي خلقنا في البداية. يسوع المتسامح الرقيق الذي توفي في الجمجمة هو أيضا الأعلى، كلي القدرة خالق الكون. الله لم يرسل بعض المرؤوسين للموت بالنسبة لنا. جاء الخالق نفسه، الواحد الذي هو متساوي مع الله، لأنه هو الله. عن طريق الحفاظ المقدس على سبت أسبوع الخلق نعترف ليس فقط بإيماننا بيسوع مخلصنا ولكن أيضا خالقنا وإلهنا.

 

أي نوع من الأشخاص، إذن، هو إلهنا؟ هل يمكن أن يكون كريما ومتحترم لحريتنا كما الابن؟ الرد يأتي كل يوم سبت: الله هو تماما مثل المسيح، لأن المسيح هو الله.

 

العديد من المسيحيين يحتفلون باليوم الأول من الأسبوع كتذكار لقيامة المسيح. بالتأكيد انها فكرة جيدة لنتذكرها في صباح يوم الأحد، هذا هو اليوم الذي ارتفع المسيح من القبر. وفي يوم الجمعة الن يكون من الجائز للتفكير، هذا هو اليوم الذي صلب فيه المسيح؟ وفي مساء الخميس، هذه هي المرة عندما التقى المسيح مع تلاميذه في الغرفة العلويه؟

 

لكن السبت الأسبوعي الوحيد الذي يتحدث عنه الكتاب المقدس هو اليوم الذي ميز ليذكرنا أن الشخص الذي عاش بيننا على نحو هذا الرجل الطيف، الواحد الذي ضحى بحياته من أجلنا، هو نفسه الواحد الذي خلقنا، لأنه هو أيضا الله.

 

خلاصنا لا يشمل العفو فقط ولكن الشفاء من الضرر الذي قد قامت به الخطيئة. أنها ليست أقل معجزة للخلق إلى استعادة الناس الساقطة عما كانت عليه لخلقهم كاملين في البداية. لا عجب أن داود صلى كما فعل بعد تجربته الحزينة مع بتشبع، «قَلباً طاهِراً يا اللهُ ضَعْ فِيَّ» (مزمور ٥١ :١٠).

 

عندما كرر موسى الوصايا العشر في سفر التثنية، فانه ذكر بالخروج بدلا من الخلق كسبب للاحتفال بالسبت: «تَذَكَّر أنَّكَ كُنتَ عَبداً فِي أرْضِ مِصْرَ، وَأنَّ إلَهَكَ أخرَجَكَ مِنْ هُناكَ بِيَدِهِ الجَبَّارَةِ وَذِراعِهِ المَمدُودَةِ. لِهَذا السَّبَبِ أمَرَكَ إلَهُكَ أنْ تَحفَظَ يَومَ السَّبتِ» (تثنية ٥ :١٥).

 

هذا ليس تناقض في الكتاب المقدس، ولا فلتة من ذاكرة الزعيم العظيم. الغرض من السبت هو لتذكيرنا عن الحقيقة عن الله. انه ليس خالقنا فقط ولكن فادينا ومخلصنا أيضا. الواحد الذي خلقنا احرار في البداية يمارس الآن قوته الإبداعية لاطلاق سراحنا من أي نوع من عبودية و يقدم لنا حريتنا مرة أخرى.

 

طريقة أخرى تخدم لتذكرنا في السبت عن الحقيقة وتعزيز إيماننا بالله تم ذكرها في العبرانيين ٤. هناك يوصف السبت كنوع ومرقب عن الراحة النهائية والاستعادة القادمة. تماما كما استراح الله من أعماله في نهاية أسبوع الخلق، كذلك سيكون هناك لا يزال «راحة تشبه السبت» لشعب الله.

 

عندما ساروا بني إسرائيل إلى ارض كنعان، فشلوا للدخال في راحة الله بسبب قلة الإيمان. ملكوا أرض الميعاد، ولكنهم لم يتمتعوا براحة تشبه السبت التي يمكن ان تحققه بالثقة في الله. اليوم، إذا كنا نعتصم على إيماننا بالله، فنحن قد نبدأ في الاستمتاع بهذه الراحة حتى في هذه الحياة. وسوف ندخل تماما براحة تشبه السبت عندما يسمح لنا بدخول الملكوت السماوي و يتم استعادة عدن.

 

هذه المعاني عن السبت تجيب على الأسئلة الكبرى التي حركت عقول الناس المفكرة، والأسئلة الأساسية في الفلسفة: من أين جئنا؟ لماذا نحن هنا؟ أين نذهب بعد أن نموت؟ والسؤال الطاغي، هل هناك الله؟ إذا كان الأمر كذلك، ماذا يشبه؟ وماذا يريد منا الناس؟

 

من أين جئنا؟ يذكرنا السبت دائما أنه «فِي البَدءِ خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالأرْضَ» (تكوين ١:١).

 

لماذا نحن هنا؟ ما هو الغرض العظيم من الحياة؟ كيف يمكننا تحقيق أكبر فائدة ممكنة في الحياة؟ ذكرنا دائما السبت أن الغرض العظيم من الحياة هو خلاصنا، إعادتنا إلى صورة الله بالإيمان في الواحد الذي خلقنا كاملين في البداية.

 

أين نذهب بعد أن نموت؟ السبت يشير إلى الأمام إلى المجيء الثاني للمسيح، الراحة النهائية والإستعادة القادمة.

 

هل هناك الله؟ هل نعرف ماذا يشبه وماذا يريد منا الناس؟ السبت يذكرنا كيف أن الله قد كشف عن نفسه في ذلك من نواح كثيرة، ولكن خصوصا في ابنه.

 

منذ أن السبت هام جدا، كان من الطبيعي أن الخصم الكبير سيسعى لتدميره. غرض الشيطان هو تدمير الإيمان بالمسيح، أحباط ثقتنا فيه كالخالق، وبالتالي إبطال شهادة يسوع إلى الحقيقة عن والده. ولكن يمكن بالكاد للشيطان أن يأمل بإنجاز هذا طالما أن الرجال لا يزالوا يدركون كل ما يمثله السبت. لذلك اعار نفوذه لإهمال السبت أو إلى تشويه معناه.

 

أحب الطريقة التي فسر فيها موفات حزقيال ٢٠ :١٢: «وَأَعْطَيْتُهُمْ كَذَلِكَ سُبُوتِي لِتَكُونَ عَلاَمَةً بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ لِيُدْرِكُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي أُقَدِّسُهُمْ». رسالة الله الأخيرة إلى العالم هو استعادة هذه العلامة. أنها ليست رسالة بالقانون؛ أنها ليست محذرة الناس بأن عليهم أن يحفظوا السبت والوصايا الأخرى وإلا سيتم تدميرهم. على العكس من ذلك، بل هي رسالة محبة وإيمان. وأعطى الله لنا السبت لتذكرنا كل أسبوع بالأدلة المقنعة على أنها الأساس لهذه الثقة.

 

ووعد الله لاستعادة عالمنا، ليعيدها لشعبه مرة أخرى. كما قال يسوع في موعظته على الجبل: «هَنِيئِاً لِلمُتَواضِعِينَ، لِأنَّهُمْ سَيَرِثُونَ الأرْضَ» (متى ٥:٥). ولكن قبل أن يتمكنوا من الحصول على الميراث، يجب تمرير أرضنا أولا من خلال النار الموصوفة في رسالة الملاك الثالث. هذه النار «الأبدية» (انظر يهوذا ٧) هي قوية لدرجة ان يقول بطرس «وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً بِنَارٍ شَدِيدَةٍ، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَمَا فِيهَا مِنْ مُنْجَزَاتٍ» (٢ بطرس ٣ :١٠).

 

عندما تكمل النار تطهير عالمنا، سوف يعيد الله بإنشاء العالم. تماما كما «في البدء خلق الله السماوات والأرض» هكذا في النهاية انه سيخلق مرة أخرى. وقال يوحنا أنه رأى «سَماءً جَدِيدَةً وَأرْضاً جَدِيدَةً. فَالسَّماءُ الأُولَى وَالأرْضُ الأُولَى قَدْ زالَتا» (رؤيا ٢١ :١).

 

في الخيال لقد تصورت الله خلق عالمنا الجديد. كيف تعتقد انه سوف يفعل ذلك هذه المرة؟ بطبيعة الحال، كما هو الحال في البداية، انه يمكن ان يخلق في لحظة من الزمن. لكن ما إذا كان ينبغي عليه تكرار هذا الأسبوع الأول المتأني، درامي مهيب من الخلق! الصراع العظيم انتهى. لا حاجة الآن للرد على اتهامات الشيطان. ولكن، بكونه معلم صبور، ربما قد يريد الله الإجابة على أسئلة قد تكون لدى أي شخص حول تلك الرواية البسيطة عن التكوين؟

 

مهما كانت الطريقة التي يختارها، شيء واحد على الأقل يكون مختلف. لا حاجة لله هذه المرة لخلق آدم وحواء فقط ليفتح أبواب المدينة ويرحب بأولاده ليعودوا لمنازلهم العدنية (انظر رؤيا ٢١، ٢٢).

 

تطلع إشعياء النبي إلى الأمام إلى اليوم الذي من شأنه أن يخلق الله «سَماواتٍ جَدِيدَةً وَأرْضاً جَدِيدَةً»، وصور شعب الله سعيد متجمع لعبادة خالقهم «مِنْ سَبتٍ إلَى سَبتٍ» (اشعياء ٦٥: ١٧؛ ٦٦ :٢٣).

 

إذا أن يجب الله في يوم السبت الأول في الأرض الجديدة ان يدعونا للانضمام معه والكون المتطلع في الاحتفال بكل ما تم القيام به، هل سوف نشكو؟ هل إننا نعترض أن حفظ السبت شرط تعسفي فقط لاظهار سلطة الله واختبار استعدادنا للطاعة؟

 

فكر في كل ما سيكون للتذكر! وإلى الأبد وسوف يستمر السبت في تذكيرنا بالأدلة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *